مواضيع مهمة

بالصوت والصورة

بالصوت والصورة

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

شغب "البودريقة" في ثوب "رئيس"







استغربت كما استغرب أغلب من استمع لتصريح رئيس الرجاء الرياضي، محمد بودريقة، الذي تهكم فيه على جماهير نادي الوداد الرياضي، وأيضا على باقي الفرق الأخرى، حين نعتها بأرانب سباق، تنشط البطولة الاحترافية، إلى حين عودة الفريق الأخضر لتوهجه ليحرز اللقب نهاية الموسم.

لو أمرنا أحدا لا يعرف بودريقة ولا المنظومة الكروية ببلادنا، للاستماع إلى حديث الرجل، لأقر بأن المتحدث مشجع يحب فريقه ومتعصب لألوانه، لم يهضم الخسارة في لقاء عادي من ثلاث نقاط، فسخر سوط لسانه لجلد الجميع، ضاربا مبادئ الروح الرياضية عرض الحائط.


إن الملاحظ لحركة بودريقة قُبيل الديربي بدقائق من على المدرجات، سيعرف أن الرجل يُسير نادٍ عالمي بثوب هواية و اندفاع "المراهقين"، كيف لا، وهو يشير بيديه بحركة تدل على "النحر"، مُبشرا الجماهير الرجاوية حينها بذبح "الإوزة "، وهو الواقع الذي تجسد فقط في مخيلته، ليستفيق مشجعو العالمي على صدمة الخسارة، بعد أن تطلع رئيس ناديهم للغيب قبل أن يحرق تنبؤه شهاب الواقع.


كنت أتوقع شأني شأن باقي محبي الفريق الأخضر، حديثا من "البودريقة"، يخفف به آلام جماهير عاشقة، تنتظر تطمينات واقعية وليست خيالية كالمعتاد، يؤكد فيه أن الرجاء ستعود لسكتها الصحيحة قريبا، بعد أن يحمل نفسه مسؤولية النتائج السلبية الأخيرة، و إلا من سيتحملها؟


الغريب، أن بودريقة لا يتحدث عن أخطائه و هفواته أبدا، رغم أن ما يعانيه الفريق حاليا، هو نتيجة تسييره المرتجل بداية الموسم، انطلاقا من تفريطه في المدرب البنزرتي، مرورا بجلب بنشيخة، رغم تحذيرات بعض المقربين، وأيضا استغناؤه عنه بعد الإقصاء من مسابقة كأس العرش، ثم جلب روماو، الذي حقق أسوء نتائج ممكنة لمدرب أشرف على الرجاء منذ سنوات طوال، وهذا كله، بقرارات من السيد الرئيس، وما خفي كان أعظم، نذكر بعضها للمثال لا الحصر، فسخ عقد عمر زكي، وقضية كيبي التي قيل عنها أنها أغنت خزينة الرجاء، بينما الواقع يثبت العكس في الحالتين، دون الادلاء بأي وثائق توضح أن الرجاء لم تخسر ماديا من الصفقتين.


أمر آخر وُجب الوقوف عنده بحزم، هو أن نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ينعت الفرق الأخرى بأرانب سباق، وهو أمر ينافي حقيقة التنافس الرياضي الشريف، وربما قد يكون إشارة مبهمة من مسؤول جامعي لحاجة في نفس يعقوب، ضف على ذلك، حديثه عن التشبيب، وادعاؤه أن الفريق يجب أن يتوج بطلا نهاية الموسم، وبلاعبين شباب لا يمكنه أن يتحصل علي درع اللقب المحلي، ناسيا أو متناسيا، ثروة "إيف شاي" موسم 2007 حين ساهم في تحقيق لقب البطولة موسمين بعد ذلك بأكثر من ثمانية لاعبين من أبناء المدرسة الرجاوية، حين كان الفريق تحت اشراف المدرب الحالي روماو، وأيضا وعده عند توليه الرئاسة، اعتماده على عناصر الفريق المنتمية لفريق الأمل بعد موسمين، وهو الأمر الذي بقي مُدونا فقط بين سطور "الكتاب الأخضر"، دون الحديث عن القناة الرسمية للنادي، والأكاديمية، وتمرير الهبة الملكية في التقرير المالي السنوي والانتدابات التي كلفت خزينة النادي مئات الملايين دون أدنى نتيجة، وما خفي كان أكبر مما تجلّى.


جمهور الرجاء لا يستحق نتائج فريقه الحالية، حماسه ووفاؤه وكرمه، و إخلاصه يجب أن يقدر من طرف المسؤولين عن الفريق واللاعبين سواء، فمشجعون وافتهم المنية ذات يوم بسبب هذا التسيير العشوائي، وآخرون هم طريحو الفراش جراء ما يقع مع العالمي منذ بداية الموسم، وهمهم الوحيد هو رؤية فريقهم كما اعتادوه في العلالي، و سماع تطمينات واقعية دون المساس بالفرق الأخرى أو جماهيرها، لأن الرجاء كنادٍ عالمي أكبر من ذلك بكثير، يريد معرفة الحقيقة فقط، لا كثره الوعود الحالمة والأماني الواهية، خاصة هذه الجماهيره التي تعد رأس ماله الحقيقي، وضياع هذا الرأسمال، يعني الإفلاس من كل الجوانب، وحذاري يا "البودريقة" من هكذا إفلاس، حذاري.

إرسال تعليق

 
copyright © 2013 الخبر اليقين
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates